السمكة كوكى والبحر الكبير

 

كان يا ما كان وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام. كان في سمكة صغيرة حلوة وجميلة، عايشة في النهر الصغير مع باباها ومامتها، وكمان أصحابها التلاتة اللي بتحبهم، سمكتنا الحلوة اسمها كوكي. كوكي كانت بتحب تلعب مع أصحابها، وبتحب تسمع حكايات البحر الكبير، وكل يوم قبل ما تنام كانت تطلب من مامتها إنها تحكيلها عن البحر وعن أسراره وعن السمك الكبير والصغير والألوان والأشكال الحلوة للأسماك الجميلة اللي موجودة في البحر الكبير. وفي يوم من الأيام كالعادة طلبت كوكي السمكة الصغننة من مامتها إنها تكلمها عن البحر وتحكيلها أسراره، ردت عليها مامتها وقالتلها: — أنا كل يوم يا كوكي بحكيلك عن البحر الكبير هو انتي بقى ما زهقتيش ولا إيه؟ تعالي أحكيلك عن حاجة تاني. ردت عليها السمكة الصغيرة كوكي وقالتها — لأ يا ماما أنا ما زهقتش أنا بحب البحر الكبير، وبحب أسمع أسراره وأسمع كل الحكايات كمان، احكيلي يا ماما… احكيلي عن البحر وعن الأسماك الملونة احكيلي عن كل حاجة في البحر الكبير. وزي العادة يا أصدقائي مامت كوكي حكتلها عن البحر الكبير، وعن الشعب المرجانية والأسماك، وسمكة القرش. ويوم ورا يوم كوكي كانت بتحب البحر، وكان نفسها تشوفه ،كان نفسها تسيب النهر الجميل اللي عايشة فيه وتروح البحر الكبير. وفي يوم من الأيام راحت كوكي لمامتها وقالتلها: — ماما أنا عايزة أروح البحر الكبير. اتخضت مامتها واستغربت، وقالتلها: — انتي بتقولي ايه عايزة تروحي البحر الكبير ازاي؟ ازاي يا بنتي؟ لأ أنا أخاف عليكي… المية هنا حلوة وهادية وجميلة، البحر الكبير مش بتاعنا، إحنا مش متعودين عليه، خليكي هنا… هنا جميل، مية النهر حلوة، واحنا متعودين عليها. ردت عليها السمكة الصغيرة كوكي بنوتتها الحلوة وقالت لها: — لأ يا ماما إنتي بتقولي كده عشان تخوفيني وتخليني أغير رأيي، أنا عايزة أروح البحر الكبير، ولو كنتي خايفة عليا تعالي معايا، بس أنا عايزة أروح يا ماما البحر الكبير. ردت عليها مامتهها وقالت لها: — أنا مقدرش أسيب المكان اللي اتولدت فيها ده وطني، وهنا في أقاربي وأصدقائي وأنا بحبهم، ما ينفعهش يا بنتي إن احنا نسيب بيتنا ونسيب حياتنا وأهلنا والوطن بتاعنا. فضلت السمكة الصغيرة كوكي تتحايل على مامتها عشان تروح، وتحاول تقنعها إنها هتكون هناك مبسوطة أكتر بالبحر الكبير، وإنها هتلاقي أصدقاء تلعب معاهم مختلفين، وهتتعرف على ناس جديدة. اضطرت مامت كوكي إنها توافق، وسمحتلها إنها تروح وودعتها. وكوكي خدت بعضها ومشيت، ومشيت في طريق البحر الكبير. وصلت كوكي للبحر الكبير ووقفت مبسوطة ومندهشة من جمال وحلاوة البحر الكبير، وقالت: — سبحان الله البحر جميل أوي، وفيه ألوان كتير من الأسماك والنباتات، ياه أنا مبسوطة أوي. وهي مبسوطة كده لقت سمكة كبيرة بتجري بسرعة بسرعة، وفاتحة بقها وعايزة تاكلها، جريت بسرعة السمكة كوكي، وقعدت تجري تجري والسمكة الكبيرة بتجري وراها. وهي بتجري كوكي قعدت تقول للسمكة الكبيرة: — أنا ضيفة عندكم، أنا لسة جاية دلوقتي، أنا لسة جاية البحر الكبير، إنتي عايزة تاكليني ليه؟ المفروض ترحبي بيا مش تاكليني. ردت عليها السمكة الكبيرة وقالت لها: — انتي غلطانة يا سمكة يا صغننة، أنا جعانة وعايزة آكل، وهاكلك دلوقتي هه هه هه هه هه. كوكي فضلت تجري تجري بسرعة كبيرة جدا عشان تهرب من السمكة الكبيرة وما تكلهاش، واستخبت بين الصخور. والحمد لله ما كلتهاش السمكة الكبيرة. وبعد ما اتأكدت كوكي إن السمكة الكبيرة مشيت طلعت تاني من المكان اللي كانت مستخبيه فيه بين الصخور، وأول ما خرجت لقت سمكة كبيرة تانية لونها أسود بتجري بتجري بتجري عليها وهي فاتحة بقها، عرفت وقتها كوكي إن برضه السمكة الكبيرة السوداء ديه عايزة تاكلها، قعدت تجري تجري لغاية ما هربت منها. تعبت كوكي، تعبت أوي، وما بقتش عارفة تعمل إيه، لا عارفة تطلع من المكان اللي استخبت فيه، ولا عارفة تنام، وكمان جعانة. نامت غصب عنها في المكان اللي كانت مستخبية فيه، ولما جيه الصبح قربت منها سمكة صغيرة، خافت كوكي، وكانت هتهرب، لكن السمكة الصغيرة قالت لها: — أنا مش هاكلك زي السمك الكبير اللي بيهددنا هنا، انتي اسمك إيه؟ قالت لها: — أنا اسمي كوكي. وانتي اسمك إيه؟ ردت عليها السمكة الصغيرة وقالت لها: — وانا اسمي توتي، أهلا بيكي في البحر الكبير بتاعنا، انتي شكلك هنا جديدة لسة، تعالي… تعالي معايا… تعالي عندي في البيت واقعدي معايا نلعب سوا، وشكلك جعانة أنا هاخدك معايا البيت تعالي يلا. وفعلا يا أصدقائي توتي خدت صاحبتها الجديدة كوكي وراحت بيها البيت وعرفتها على مامتها وباباها واخواتها وقعدوا يلعبوا سوا وبقت واحدة من العيلة. وبمرور الأيام كوكي وحشتها مامتها واخواتها، ووحشوها أصدقائها التلاتة اللي كانت بتلعب معاهم. كوكي كانت فرحانة بصاحبتها الجديدة توتي، وكانت فرحانة بالمكان الجديد البحر الكبير اللي كانت دايما دايما بتحب تسمع الحكايات بتاعته من مامتها، واهي شافت البحر الكبير، وشافت السمك الكتير، وعرفت صاحبة جديدة، وقعدت معاها في البيت، لكن كانت بتحن للوطن، كانت بتحن للنهر الجميل والمية الهادية، وكانت بتحن لمامتها واخواتها وبتشتاقلهم، ويوم ورا يوم كانت تفكر فيهم، وتفكر ترجع تاني النهر، بس كل ما تفكر وتقول إنها هترجع تفتكر حلمها وتقول في نفسها إنهاكانت نفسها تعيش في البحر الكبير وتتعرف على أسماك جديدة وتلعب معاهم، فكانت تقول في نفسها خلاص مش هروح ومش هرجع تاني النهر، وتلعب مع صاحبتها توتي وتتبسط وتجري من السمك الكبير. وفي يوم من الأيام مقدرتش كوكي تضحك على نفسها ولا تموت إحساسها اللي جواها إنها وحشتها مامتها وعايزة تشوفها، وعايزة ترجع المكان اللي اتولدت فيه واللي اتربت فيه، وفعلاً يا أصدقائي قررت كوكي إنها ترجع تاني للنهر الصغير الحلو الجميل والمية الهادية وأصحابها ومامتها واخواتها، وجريت بسرعة كوكي وراحت لمامتها. فرحت كوكي وفرحت مامتها وفرحوا أصحابها، وبسرعة حضنوها ورحبوا بيها وبرجوعها تاني للنهر… للوطن… للأهل… للأصدقاء. وبكده يا أصدقائي نعرف إن احنا دايما نسمع كلام ماما وما نبعدش عنها، ولا نروح مكان بعيد ولا نبعد عن إخواتنا وأصحابها وأهلنا والوطن اللي احنا اتربينا وعشنا فيه. وزي ما كوكي عرفت إن أجمل مكان في العالم هو الوطن، والسعادة الحقيقية بنحسها لما بنعيش مع أهلنا وأصدقائنا. وكوكي احتفظت بذكريات الأوقات السعيدة الجميلة اللي عاشتها في البحر الواسع، وما نسيتش صاحبتها توتي، وحكت كل اللي حصل لأصحابها ومامتها وقالت لهم كلهم — لازم نبقى جنب مامتنا وجنب اصحابنا وما نسيبهمش أبدا. وتوتة توتة خصلت الحدوتة،

أحدث أقدم